كابتن نجوى.. ناقدة رياضية مصرية في ملاعب الرجال

كابتن نجوى.. ناقدة رياضية مصرية في ملاعب الرجال

طموحة، تغزل التحقق من صوف شبابها، تحلم وتضحي وتتحمل أفكار المجتمع تجاه امتهانها الاختلاف، والذي يتخذه بعضهم كحق ومبرر لانتقادها، ملقيًا عليها تعويذة الازدراء كعقاب لتمردها على ثقافة المجتمع البالية بشأن اقتحامها مجال عمل سيطر عليه الرجال!

أن تعمل المرأة في زمننا، هذا أمر معتاد، ولكن أن تحترف عمل الرجال وتنازلهم في ملاعبهم كناقد ومُحلل رياضي، فهذا أمر استثنائي.

وثمة مجهود مضاعف تبذله الناقدة الرياضية المصرية نجوى مصطفى، حيث يلتصق باسمها العديد من الألقاب والمهام، فهي أم لطفلين قبل كل شيء، وتعمل في قناة الأهلي وتدرس الماجستير بكلية الإعلام- جامعة القاهرة، وأخيرًا مؤلفة لكتاب حيز النشر.

من هي كابتن نجوى؟ 

قوية مليئة بالإصرار، لا يستطيع أحد كبح إرادتها، لأن شغفها كان أكثر إشراقًا من مخاوفها. 

هكذا تبدو كابتن نجوى من الوهلة الأولى، فرغم جمال رقيق تنعم به، إلا أنك ومن الوهلة الأولى ترى قوة شخصيتها وثقة تتمتع بها الأنثى المصرية عادة.

في حديثها عن نفسها تقول كابتن نجوى مصطفى: “كان حبي وانتمائي لكرة القدم منذ الصغر، فكما جميع الأطفال كنت أُسأل وأنا صغيرة: ماذا تحبين أن تكوني في الكبر، فكنت أجيب خلافًا للإجابات المعتادة من طبيبة ومهندسة، كنت أقول (عايزة أبقى صحفية)، لشعوري أن هذه المهنة تشبهني، وللأسف لم ألتحق بكلية الإعلام لأسباب تتعلق بالتنسيق، والتحقت بكلية اللغات والترجمة لكني لم أنسَ حلمي، فعملت بالصحافة أثناء دراستي الجامعية”.

Aucune description disponible.

 

وكان من حظي الجيد، أنني نشأت في بيت كروي، كانت كرة القدم شغفهم الأول، وعليه عشقتها أنا أيضًا وبدأت في متابعتها بنهم، وقررت أن تكون الرياضة عملي، وبالفعل في 2010 عملت محررة رياضة، ومع بداية 2011 وقيام ثورة يناير في مصر توقف النشاط الرياضي، فعملت بالسياسة وشاركت في تغطية كل الأحداث، ثم صانعة محتوى أفلام وثائقية في قناة الأهلي حيث عدت مرة أخرى للرياضة، ومن هنا كانت انطلاقتي كـ(ناقدة ومحللة رياضية).

عملت في الوكالات الأجنبية العالمية كالألمانية ورويترز وسكاي نيوز والحرة، مما شكل شخصيتي وصقل خبرتي بمجال العمل الصحفي.

ناقدة رياضية وربة أسرة

ليس ثمة تعارض بين أن تنجح الأنثى في بيتها كزوجة تدير المنزل وتربي الأطفال وتعد الطعام، ونجاحها في مهنة تحبها ولو كانت ناقدة رياضية.

وعن زواجها تقول نجوى: “تزوجت صغيرة، كان عمري وقتها 19 عاما وأنجبت ابني في سن العشرين، وهنا كان العبء ثقيلًا حيث كنت ما زلت أدرس، كان دائمًا ما يقال لي إنني لن أستطيع استكمال دراستي وكان تحدياً، لقد تخرجت في الجامعة وربيت ابني، بل ورزقت بطفلة جميلة وحاليا أدرس الماجستير في جامعة القاهرة”.

وعن سر نجاحها تقول كابتن نجوى: "منذ زواجي بالبشمهندس محمد مغربي، الزوج الأكثر إخلاصًا وتفاني، ساندني وما زال يفعل، إنه صمام أمان يومي، أشاركه أحلامي فيحرص على أن يجعلها حقيقة، أيضًا تنظيم الوقت هو العامل الأساسي للنجاح، لم تكن معي والدتي لتساعدني في تربية أبنائي فقط التوازن وتنظيم الوقت ساعداني على إتمام مهامي، مثال: ابنتي تلعب في فريق كرة الطائرة في النادي الأهلي وكذلك ابني حارس مرمى في النادي نفسه، لديهما تمارين طوال الوقت إلى جانب دراستهما، من الصعب القيام بمهام عملك وتربية الأولاد وإشراكهم في أنشطة كلعب الكرة مع الاهتمام بدراستهم لكن لا شيء مستحيلا".

Aucune description disponible.

 

صعوبات وإنجازات 

الحياة بطبعها صعبة، تزداد صعوبتها في المجتمعات المحافظة التي ترى في مكوث الفتاة في منزلها فضيلة، فما بالنا إذا اختارت مهن الرجال.

عن صعوبات تواجهها تحدثت نجوى بقولها: "كان طريقي شائكًا منذ اضطررت لإقناع أهلي بالعمل في الصحافة، خاصة تزامن ذلك مع قيام ثورة يناير، وإصراري على التواجد في قلب الحدث ومراعاة أصول المهنة والمحافظة على أداء عملي على أكمل وجه، كنت جزءا من تاريخ عاشته مصر، وأطلقوا عليَّ وقتها "أبوتريكة" الذي يستطيع إحراز الأجوان في أي لحظة لقدرتي على أسبقية التغطية".

كثيرون لا يستوعبون فكرة أن تكون الناقدة والمحللة الرياضية امرأة، يخبرونني أن "البنات مكانها المطبخ، سبتوا إيه للرجالة"، في حين هناك كثيرات من الصحفيات حققن إنجازات كبيرة وحب الكرة غير مقتصر على النوع.

بعيون حالمة تستكمل: "كان طموحي بحجم السماء، تطلعت لمقابلة كبار الشخصيات الرياضية ونجحت في ذلك، منهم رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم باتريس موتسيبيه، والذي يعد واحدا من أغنى أغنياء العالم وقدم الكثير من الخدمات الخيرية لبلاده إلا أن شهرته لم تذع في جنوب إفريقيا إلا بعد امتلاكه لنادي ماميلودي صن داونز لكرة القدم الذي يعد واحدا من أكبر الفرق بجنوب إفريقيا، وأيضًا فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد أثناء حضوري نهائي دوري أبطال أوروبا الماضي، 

Aucune description disponible.

وشاركت في تغطية دوريات إفريقية وأوروبية، والدوري الإسباني، بالإضافة إلى كأس العالم للأندية مرتين.

وأعددت أفلاما وثائقية لمحمد عبدالوهاب ومؤمن زكريا وثابت البطل، وصالح سليم وجعفر ولي باشا، وقد وجدت صدى جيدا لدى الجمهور.

وحاليًا أعمل في قناة الأهلي، ويشغلني الآن عمل كتاب في الكرة وناسها وقصص ما وراء الحدث".

مونديال قطر 2022

دائمًا ما يستخف الرجال بمعلومات المرأة عن كرة القدم وقدرتها التحليلية تجاهها، لكن عليهم مراجعة أنفسهم أمام كابتن نجوى.

تتحدث عن مونديال قطر 2022 بثقة وتفند الآراء وتحلل التصريحات، وتنتقد الآداء كما لو كانت الكرة تجري في دمائها.

تقول: “إذا كانت قطر هي أصغر دولة تستضيف كأس العالم في تاريخ البطولة، فهي أيضا الدولة التي استثمرت أموالا أكثر في هذا الحدث إلى حد بعيد، ملاعب جديدة، ورحلات جوية يومية، وعائدات اقتصادية”.

كان لدى قطر تحديا واستطاعت اجتيازه بتفوق، حينما وقع عليها اختيار إقامة المونديال عام 2010، شكك الجميع في قدرتها على ذلك واتهمت بدفعها رِشى، وبغض النظر عن صحة ذلك من عدمه، لقد استحقت قطر هذا النجاح بإثباتها قدرتها على تنظيم حدث عالمي بقوة كأس العالم، قامت قطر ببناء ستة ملاعب جديدة، مزودة بنظام تكييف هواء حديث للغاية. على سبيل المثال، كلف ملعب البيت، الذي يتسع لـ60 ألف مقعد، نحو 3 مليارات يورو، أي ثلاثة أضعاف تكلفة ملعب فرنسا. 

بالإضافة إلى الملعب، ضاعفت قطر أعمال التخطيط العمراني بإنشاء ثلاثة خطوط مترو، ومطار، ومدينة جديدة "لوسيل" فيها فنادق، وملاعب غولف، ومرفأ فاخر تكلفتها 200 مليار دولار.

وعن الذي يميز مونديال 2022 ، تقول عن غيره من عدة نقاط، أولها أن الثنائي الأعظم، ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، يلعبان آخر كاس عالم لهما، وكذلك غياب محمد صلاح.

وتتابع: الحظوظ متساوية للفوز بكأس العالم بين منتخب الأرجنتين والبرتغال وسيحسم المعركة النفس الطويل.

وتستكمل: من المفارقات غياب الثنائي الإفريقي محمد صلاح وساديو مانيه، حيث لم يستطع منتخب مصر التأهل للمونديال، بينما تأهل منتخب السنغال على حساب منتخب مصر، لكن إصابة مانيه قبيل المونديال كانت حجر عثرة في مشاركته للمونديال.

Aucune description disponible.

كذلك كريم بنزيمة لاعب ريال مدريد الذي خاض موسما أسطوريا مع ناديه بذل فيه مجهودا كبيرا أخذ من خلاله دوري أبطال أوروبا وجائزة أحسن لاعب في العالم وأحسن لاعب في أوروبا، إلا أن إصابته قبل المونديال حالت بينه وبين المشاركة مع المنتخب الفرنسي.

مما يميز هذه الدورة أيضًا من كأس العالم أن مفاجآتها كثيرة، حيث رأينا فرقا صغيرة تفوز على فرق كبيرة، ففاز منتخب اليابان على ألمانيا، والكاميرون على البرازيل وتونس على فرنسا ومنتخب السعودية على الأرجنتين في مفاجأة مدوية هزت العالم وتسببت في خسارة لشركات المراهانات بلغت نحو 160 مليار دولار، فلم يتوقع أحد فوز السعودية، وهذا يخبرنا بأنه مونديال غير تقليدي بل تاريخي، والأسماء اللامعة ليست كل شيء فكرة القدم تعطي لمن يستحقها باجتهاده، من سيعطي في الملعب هو من سيحصد في الأدوار الإقصائية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية